الجمعة , 25 أبريل 2025 - 5:31 مساءً

ترشيح للمشاهدة بمناسبة شهر العُمال!

رسائل متعددة وعميقة في فيلم The Devil Wears Prada

رسائل متعددة وعميقة في فيلم The Devil Wears Prada

رسائل متعددة وعميقة في فيلم The Devil Wears Prada

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

 

كتبت: سامية عرموش

 

 يسأل البعض منا نفسه أحياناً عن التنازلات التي قد نضطر إلى تقديمها خلال المسيرة المهنية، وعن كيفية الموازنة ما بين الحياة المهنية، الاجتماعية، الأسرية والشخصية، تفادياً لتداخل وتشابك عوالمنا مع بعضها بعضا، ما قد يمس بدائرة على حساب الأخرى تماما كما حدث مع "آندي ساكس"، إحدى بطلات فيلم "الشيطان يرتدي برادا"، إلى أن اتّخذت قراراً جريئاً.

 

يحكي الفيلم الذي أُنتج عام 2006، عن ملكة الأزياء الصارمة وغريبة الأطوار "ميراندا بريستلي" التي جسدت دورها الفنانة المميزة "ميريل ستريب"،  من خلال منصبها كرئيسة تحرير لمجلة الأزياء الراقية "ران واي" ، والتي حولتها " ميراندا " إلى مرجع في عالم الأزياء.

 

وتعتبر "ميراندا" وفقاً لأحداث الفيلم، أقوى امرأة في هذا المجال، وهي مُتسلطة ومُفزعة جداً،(فهي "الشيطان" الذي يرتدي برادا)، تُحرك موظفيها كالدمى، وتطردهم بنظرة واحدة من عينيها.

هذا الفزع الذي تبثه، جعل منها تجسيداً للشيطانة التي ترتدي برادا.

وقد طردت هذه "الشيطانة" التي لا حدود لطموحها وقوتها، عدداً من المساعدين الذين لم يفلحوا في نيل رضاها المهني والشخصي على السواء، إلى أن قدمت إلى هذه الوظيفة "آندي ساكس" والتي جسدت دورها الفنانة الجميلة "آن هاثاوي".

 وجسدت "آندي"  دور شابة حديثة التخرج من قسم الصحافة في جامعة "نورث ويستيرن"، حلمت بأن تصبح كاتبة صحافية في نيويورك. ولكنها تقدمت لوظيفة "مساعدة شخصية" لميرندا، وهي فرصة يتمناها الكثيرون، وفقاً لأحداث الفيلم.

وتسعى "آندي" لإرضاء رئيستها القاسية، رغم الإحباطات التي تصادفها. فتغير مظهرها البسيط ليتناسب مع توقعات ومُتطلبات الوظيفة، تجتهد لتتعلم رموز التواصل مع هذا العالم، تهتم بشراء قهوة رئيستها في الصباح.

ليس هذا فحسب، بل تبذل جهدها لإتمام جميع المعاملات والأمور الشخصية لمديرتها، إلى أن تكتسب مكانتها الخاصة عندها، متحولة إلى يمناها، مبتعدةً عن رفاقها جميعاً، وعن نفسها أولاً، ساحقة لهويتها الذاتية، متماهية تماماً مع تفاصيل الوظيفة التي لا تشبهها عى الإطلاق.

 

وتتصاعد الأحداث إلى أن تصحو "آندي" على واقع بعيد عنها. وهنا تستدرك أمرها، وتترك رئيستها في عرض للأزياء في "باريس"، متخليةً عن الفرص والعروض التي قد تصادفها هناك. وتعود إلى محيطها الطبيعي، مدينتها ورفاقها، لتجد وظيفة أحلامها الحقيقية.

ويستند فيلم The Devil Wears Prada، وترجمته الشيطان يرتدي برادا، على رواية مشهورة عالمياً للكاتبة لورين فايسبرغر، تصدرت قائمة أكثر الكتب مبيعاً لمجلة "نيويورك تايمز" وتُرجمت إلى سبع وعشرين لغة.

 

ورُشح الفيلم لأكثر من خمس وثلاثين جائزة سينمائية، منها جائزتا أوسكار، ونال ثماني جوائز، منها جائزة الغولدن غلوب لميريل ستريب، وجائزة أفضل ممثلة من جوائز اتحاد نقاد الأفلام في شيكاغو.

 

ويُعدّ الفيلم ذا أهمية كبيرة للعاملين في مجال الأزياء أولاً، لأنه يكشف النقاب ويفضح الوهم الكبير الذي يغرق فيه الكثيرون تحت عنوان الشهرة.

وعلى مستوى آخر، قد يستفيد منه أي مشاهد، إذ يلقي الضوء على أمور عدة، كالمنافسة، التشبيك، الموازنة، القيم، تحقيق الذات مقابل إلغاء الذات، وبعد.

 

الكاتبة هي: صحافية وناقدة سينمائيّة، محاضرة مُستقلّة في موضوع السينما كأداة للتّغيير الاجتماعيّ، حاصلة على ماجستير بدرجة امتياز في موضوع "ثقافة السينما" من جامعة حيفا.  

 

 

#الصورة بلطف عن الشبكة.

×