شارع عصفور في حيفا: أزمة مرورية خانقة وإهمال يفاقم معاناة السكان

قد تبدو مدينة حيفا من الأعلى، من سفوح جبل الكرمل الشامخ، لوحة فنية ساحرة. لكن ما إن تغوص في تفاصيل أحيائها، حتى تلمس واقعًا آخر من الاكتظاظ والتحديات اليومية، وشارع عصفور ليس سوى مثال صارخ على ذلك. يشهد هذا الشارع أزمة مرورية خانقة تحولت إلى كابوس يومي لسكان الحي. هذا الشارع الحيوي، الذي يفتقر إلى مخرج ويربط بين جادة بن جوريون وشارع عين دور بموازاة جادة همجينيم، يعاني من إهمال كبير ويفتقد للخدمات الأساسية التي تضمن جودة حياة السكان. ويتفاقم هذا الوضع بسبب الاكتظاظ الشديد للسيارات التي تركن على طول الشارع، مستغلة أن مواقف السيارات غير منظمة وبدون مقابل، مما يجذب إليها سائقين من خارج الحي على حساب راحة سكان الشارع الذين يجدون صعوبة بالغة في إيجاد مكان لركن سياراتهم بالقرب من منازلهم.
وبمجهود شخصي من سرحان محاميد، رئيس لجنة منطقة الحي الألماني وأحد سكان الشارع، تمكن قبل عدة سنوات من استدعاء طاقم من البلدية قام بجولة ميدانية في الشارع وإعداد خطة مفصلة لترتيب مواقف السيارات، وقد تمت المصادقة على هذه الخطة، وتتوفر نسخة منها لدى السكان. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ هذه الخطة حتى يومنا هذا.
على الرغم من المطالبات المتكررة على مر السنوات، لم تلتفت بلدية حيفا إلى ضرورة تنظيم مواقف السيارات في الشارع، وهو الأمر الذي يفاقم من حدة الازدحام المروري. وقد زاد الطين بلة افتتاح العديد من المصالح التجارية في الآونة الأخيرة، مما ضاعف من أعداد المركبات التي تعبر الشارع وتزيد من الاختناقات المرورية. ويُضاف إلى ذلك الموقع المركزي للشارع الذي يتوسط مدرستين وكنيستين ومكاتب لشركات التأمين، مما يزيد من الضغط عليه بشكل ملحوظ.
ورغم أنه تم تعبيد جزء من الشارع بعد عقود من الانتظار، إلا أن البلدية لم تقم بأي تحسينات إضافية تذكر.
وقد عبّر سكان شارع عصفور عن استيائهم العميق ويأسهم من الوضع الراهن، مؤكدين فقدانهم الأمل في أي تحرك جاد من قبل البلدية لتحسين ظروفهم المعيشية.