حيفا: جمعية الثقافة العربية تختتم "أسبوع العودة" بتأكيد على أهمية "العَونة" لدعم الوجود الفلسطيني

صورة للدعوة
اختتمت جمعية الثقافة العربية، يوم السبت 17 أيار 2025، فعاليات “أسبوع العودة الثالث" والذي خُصّص هذا
العام لمفهوم “العَونة كفعل ثقافي وسياسي”، وذلك ضمن برنامج منحة روضة بشارة عطاالله، وبمشاركة نخبة من
الطالبات والطلاب الفلسطينيين من مختلف الجامعات في البلاد.
جاء “أسبوع العودة” هذا العام ليؤكد على أهمية العَونة كمنظور جماعي يُسهم في دعم وتحصين الوجود الفلسطيني، في
ظل واقعٍ مثقل بالنكبات المستمرة والإبادة الجماعية، من العدوان المتواصل على قطاع غزة، مرورًا بالاجتياحات
والانتهاكات في الضفة الغربية، وصولًا إلى العنف المنظّم والجريمة في الداخل الفلسطيني. وقد شكّل هذا الأسبوع منصة
نقدية وفكرية ساهمت في مساءلة النكبة كحدث مستمر، واستكشاف العودة كممارسة حية ومتجددة، لا كمجرد ذكرى
تمحى مع الزمن.
امتدّ البرنامج على مدار أسبوع كامل من اللقاءات، والورش، والنقاشات التفاعلية، وافتُتح يوم الأحد، 11 أيار، بورشة
تأملية بعنوان: “العَونة كمدخل لتحليل الواقع”، قدّمها منسق المشاريع في الجمعية عز عودة. وقد شكّلت هذه الورشة نقطة
انطلاق لفهم معمّق لمفهوم العَونة كأداة تحليلية واجتماعية مقاومة.
في اليوم التالي، عُقدت محاضرة بعنوان: “العَونة في الإرث الزراعي الفلسطيني”، قدّمها كل من المزارعَين هاني الفار
وبيسان الحاج حسن، وأدارتها منسقة المشاريع في الجمعية لورين كنعان، حيث أضاءت على الجذور التاريخية للعَونة في
الزراعة الفلسطينية، وعلاقتها بالارتباط بالأرض وبناء أنماط اقتصادية جماعية ومقاومة.
كما نُظمت محاضرة بعنوان: “تجارب الطلبة الفلسطينيين في الجامعات ومساهمة العَونة في تخفيف الوطأة”، قدّمتها
الباحثة أسرار كيّال، وسلّطت الضوء على التحديات اليومية التي يواجهها الطلبة الفلسطينيون داخل الحيز الجامعي
الإسرائيلي، وعلى دور العَونة كإطار تضامني يعيد تشكيل العلاقات والمقاومة داخل الجامعة.
وتضمنت الفعاليات ورشة مبتكرة بعنوان: “تصوّر العودة بواسطة الذكاء الاصطناعي”، أدارها عز عودة، وتناولت
استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج صور تخيّلية سياسية للعودة، بوصفها وسيلة لتفكيك السرديات الاستعمارية
وإعادة تمثيل الذات والمكان من منظور تحرّري.
وفي ذكرى النكبة، 15 أيار، عُقدت محاضرة بعنوان: “العَونة في زمن النكبة: نموذج للتكافل المجتمعي”، قدّمها كل من
د. شكري عرّاف والباحث إسكندر عطية، وتناولت العَونة كأحد أشكال التكاتف الاجتماعي في لحظة الانهيار الجماعي،
عبر قراءة تاريخية وسوسيولوجية لمجتمعات اللجوء الفلسطيني بعد عام 1948.
كما نظّمت الجمعية جولة تفاعلية في وادي الصليب في مدينة حيفا، تجوّل خلالها الطلبة في أحياء المدينة الأصلانية،
وتعرّفوا على تاريخها ومركّباتها الاجتماعية والثقافية، وعبّروا عن تفاعلهم العميق مع الذاكرة المكانية والزمانية.
وفي اليوم نفسه، قدّم الصحافي ربيع عيد محاضرة بعنوان: “فلسطين والإبادة الجماعية: ما بين حركات التضامن والإعلام
الغربي”، تناول فيها التغطية الإعلامية الغربية للعدوان على غزة، مقابل خطابات التضامن الشعبي العالمي ودورها في
مواجهة التواطؤ الإعلامي والخطاب الاستعماري.
واختُتمت فعاليات الأسبوع بمحاضرة بعنوان: “فلسطين بين التعمير والاستعمار: الخربة والخرابة كمفاتيح مفاهيمية”،
قدّمتها د. هنيدة غانم، المديرة العامة لمركز مدار – المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، وحاورتها الصحافية ديما
كبها. وقد ناقشت المحاضرة العلاقة بين الفلسطيني والمكان من خلال مفهومي “الخربة” و”الخرابة”، كمدخل لفهم سياسات
السيطرة وتفريغ الحيّز ومقاومة محو الذاكرة.
وفي حديث مع المدير العام لجمعية الثقافة العربية، مصطفى ريناوي قال: نختتم فعاليات أسبوع العودة بتطور ملحوظ في
المشاركة والفاعلية والرغبة من الجمهور العام وبالأخص الطلبة الجامعيين في تحفيز العمل والنشاط لاسترجاع حقنا في
الحفاظ على الهوية رغم عوائق عدة، واستعادة أدبيات الحركة الوطنية الفلسطينية في التحليل والنظر لأزمات عدة
تواجهنا، وتطوير مفاهيم العونة من القيم المجتمعية الفلسطينية للتنظيم المجتمعي المؤسس. نعيش اليوم واقعا أصعب من
نكبة عام 1948 ومحاولات شرسة لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يجبرنا ضمن خطوات مقدرتنا على تقديم شيء
ما، الجزء الأساسي منه هو تحفيز الحركة الطلابية خصوصا وتقديم آليات ورسائل المعرفة والتفكير النقدي لمساعدتهم في
المضي بثقة في العمل الطلابي الوطني الذي يحمل رسائل أخلاقية عليها أن تستمر.