الاثنين , 23 يونيو 2025 - 10:56 صباحاً

بقلم: البروفيسور ربيع خليلة، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية في أكاديمية صفد، باحث في الشيخوخة وصحة الدماغ.

تعزيز مرونة كبار السن في المناطق الطرفية في أوقات الأزمات

تعزيز مرونة كبار السن في المناطق الطرفية في أوقات الأزمات

تعزيز مرونة كبار السن في المناطق الطرفية في أوقات الأزمات

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

بقلم: البروفيسور ربيع خليلة، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية في أكاديمية صفد، باحث في الشيخوخة وصحة الدماغ.

تكشف الحرب الحالية ضد إيران وإطلاق الصواريخ المستمر على المناطق السكنية بوضوح عن ضعف السكان المدنيين في إسرائيل. في خضم نظام المخاطر المعقد هذا، تظهر مجموعة تعاني من ضائقة مزدوجة: كبار السن في المناطق الجغرافية الطرفية، المعرضون لخطر حقيقي ينبع من وضعهم الصحي وغياب البنى التحتية الوقائية وإمكانية الوصول إلى خدمات الطوارئ.

________________________________________

الخطر المزدوج – الموقع والصحة

بصفتي باحثًا في الشيخوخة وصحة الدماغ، أشهد على التعقيد الفريد لهذه الفئة السكانية. يواجه كبار السن الذين يعيشون في المناطق الجغرافية الطرفية - في البلدات المعزولة، المستوطنات الزراعية الصغيرة (الموشافات الصغيرة)، البلدات الطرفية - تحديات معقدة أثناء حالات الطوارئ. يعيش العديد منهم بمفردهم أو في منزل منفصل عن بقية أفراد الأسرة، وغالبًا ما يكون ذلك في منازل قديمة لا تحتوي على مساحة محمية قياسية. يواجهون العديد من العقبات في حالات الطوارئ: البعد عن مراكز الطوارئ والمستشفيات، أوقات وصول طويلة لفرق الإنقاذ، الاتصالات الضعيفة أو التغطية الخلوية الجزئية، وأحيانًا عدم وجود تدريب مناسب لظروف الطوارئ الفريدة لمكان إقامتهم. يظهر الواقع أن غياب الوصول السريع إلى المساعدة يجعل كبار السن في المناطق الطرفية في أعلى فئات الخطر أثناء أحداث الطوارئ.

________________________________________

التحدي المعرفي والعاطفي

من وجهة نظر علمية، تكون استجابة كبار السن للخطر بطيئة بطبيعتها، بسبب العمر والقيود الجسدية. في المناطق الجغرافية الطرفية، يكون الوضع أكثر تعقيدًا بعدة مرات: بين المرضى المصابين بالخرف الذين يعيشون في مناطق طرفية، فإن العديد منهم لا يفهمون على الإطلاق أن هناك حالة طوارئ تحدث، وغير قادرين على معالجة الواقع الجديد، وقد يقاومون مغادرة المكان المألوف لهم – خاصة عندما تكون المنطقة المألوفة هي البيئة الريفية أو الجبلية التي عاشوا فيها لسنوات عديدة. يتطلب هذا الواقع نهجًا حساسًا وصبورًا، ومرافقة منتظمة، وتفسيرات بسيطة. إلى جانب الجوانب الجسدية والمعرفية، يجب مراعاة الآثار النفسية: الخوف، والقلق من الموت، الشعور بالعزلة الشديدة بسبب البعد الجغرافي، والارتباك. كل هذه العوامل تفاقم الضائقة وتعمق الشعور بالعجز.

________________________________________

المسؤولية الأسرية والمجتمعية

لا تقع مسؤولية حماية كبار السن في المناطق الطرفية على عاتق الدولة وحدها، بل تقع أيضًا على عاتق أفراد الأسرة والمجتمع المحلي. تشير الأبحاث إلى أن وجود فرد شاب وصحي من العائلة بالقرب من كبار السن أثناء حالة الطوارئ هو أحيانًا العامل الحاسم بين البقاء والخطر. في البلدات الصغيرة والطرفية، يشكل المجتمع شبكة أمان حيوية. من المهم مرافقة الآباء والأجداد، خاصة في ساعات الليل، لتهدئتهم وتوفير مرسى نفسي وجسدي لهم. في المناطق الطرفية، يمكن للجيران الجيدين وقادة المجتمع أن يلعبوا دورًا حاسمًا في تحديد كبار السن المعرضين للخطر وتقديم المساعدة الأولية.

________________________________________

توصيات مهنية لتعزيز المرونة النفسية

بناءً على تجربتي البحثية، أوصي بالخطوات التالية لتعزيز الشعور بالسيطرة والمرونة النفسية لدى كبار السن في المناطق الطرفية:

• تشجيع النشاط البدني المعتدل وفقًا للقيود، حتى داخل المنزل أو في الفناء.

• الانخراط في الأنشطة المعرفية مثل القراءة والكتابة والمكالمات الهاتفية والكلمات المتقاطعة.

• الحد من المشاهدة المستمرة للأخبار التي تزيد من التوتر والقلق.

• الالتزام بالتغذية السليمة وتناول الأدوية بانتظام - وهذا مهم بشكل خاص في المناطق الطرفية حيث يكون الوصول إلى الخدمات الصحية محدودًا.

• الحفاظ على التواصل العاطفي والاجتماعي مع أفراد الأسرة والأصدقاء من خلال وسائل الاتصال المتاحة.

• التحضير المسبق للمساحة الآمنة بتوفير الماء، الأدوية، الطعام الجاف، والمعدات الأساسية، بالإضافة إلى مجموعة طوارئ مصممة خصيصًا لظروف المناطق الطرفية.

________________________________________

دعوة لسياسة عادلة ومناسبة للمكان

يجب على الدولة والسلطات المحلية العمل دون تأخير لتقليص الفجوات وضمان استجابة مناسبة لسكان كبار السن في المناطق الجغرافية الطرفية. تشمل الخطوات المطلوبة: وضع مآوٍ مؤقتة في البلدات الطرفية التي تفتقر إلى الحماية، إنشاء شبكة متطوعين مجتمعية خاصة بالبلدات الطرفية، تسهيل الوصول إلى توجيهات قيادة الجبهة الداخلية بشكل صوتي ومرئي ومبسط، تعزيز البنى التحتية للاتصالات في المناطق الطرفية لضمان تلقي التحذيرات، تدريب فرق الطوارئ المحلية التي تعرف الخصائص الفريدة لكل بلدة، إنشاء مراكز إسعافات أولية محلية لتقليل أوقات السفر إلى المستشفيات.

________________________________________

واجب وطني وأخلاقي

يستحق كبار السن في المناطق الجغرافية الطرفية معاملة متساوية، وحماية كاملة، وشعورًا بالأمان الجسدي والنفسي. يجب ألا يكون الموقع الجغرافي عاملاً حاسمًا في البقاء على قيد الحياة أثناء حالات الطوارئ. تلتزم مؤسسات الدولة والسلطات المحلية بحماية الفئات الأكثر ضعفًا، ليس فقط في الأوقات العادية ولكن أيضًا في لحظات الطوارئ. هذا ليس واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل هو أيضًا دين اجتماعي تجاه جيل ساهم في بناء الدولة وتطوير المناطق الطرفية، ويجب ألا يُترك في وقت الأزمات.

×