الثلاثاء , 08 يوليو 2025 - 11:18 صباحاً

فضيحة "نسب الأعمال": مها الصغير تعتذر وتُرجع السبب لضغوط نفسية

الصور المرفقة بلطف عن الشبكة

الصور المرفقة بلطف عن الشبكة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

كتبت: سامية عرموش

"حبل الكذب قصير، عشان هيك إيش ما يصير احكوا الحقيقة دايماً!" لطالما رددت أمي هذه الكلمات ونحن صغار، ولم أدرك مدى عمق هذا المثل الفلسطيني إلا مؤخرًا، تحديدًا في أعقاب الجدل الذي أثارته الإعلامية ومصممة الأزياء مها الصغيرفقد اتُهمت الصغير بـ"نسب" لوحة فنية للفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون لنفسها، وهي القضية التي انفجرت بعد ظهورها في برنامج "معكم منى الشاذلي" وعرضها لوحات زعمت أنها من إبداعها. في أول تعليق لها على الأزمة، اعتذرت مها الصغير عن هذا الخطأ، مشيرة إلى مرورها بظروف نفسية صعبة كمبرر لتصرفها.

 

شرارة الجدل: لوحة "الأجنحة" و"نسبها" الخاطئ

بدأت القصة عندما استضافت الإعلامية منى الشاذلي مها الصغير في برنامجها "معكم" لتسليط الضوء على موهبتها المزعومة في الرسم. خلال الحلقة، عرضت مها مجموعة من اللوحات، وأشارت إلى أن إحداها، التي وصفتها بلوحة "الأجنحة"، تعبر عن مشاعر نسائية تسعى للإبداع والانطلاق، بل وذكرت أنها تفكر في إقامة معرض لأعمالها. غير أن المفاجأة جاءت عندما كشفت الفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا لاش نيلسون أن اللوحة المتداولة هي في الحقيقة من أعمالها الأصلية التي رسمتها عام 2019، متهمة مها الصغير بـ"الاستيلاء" على حقوق ملكيتها الفكرية.

انتشر الخبر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى موجة واسعة من الانتقادات ضد مها الصغير. شخصيات عامة وفنية دخلت على الخط، حيث وجهت الفنانة فريدة سيف النصر انتقاداً مبطناً للصغير، فيما هاجمت ياسمين الخطيب ما حدث، واصفة إياه بـ"الاستسهال" و"نسب عمل ليس لها".

اعتذار وتبرير: الظروف النفسية بعد الطلاق

بعد تصاعد حدة الانتقادات، خرجت مها الصغير عن صمتها عبر حسابها الشخصي على موقع "فيسبوك". قدمت اعتذاراً صريحاً، مقرة بخطئها في حق الفنانة الدنماركية، وفي حق زملائها الفنانين، وفي حق المنبر الإعلامي الذي تحدثت من خلاله، والأهم في حق نفسها. بررت الصغير فعلتها بالقول إن مرورها بظروف هي الأصعب في حياتها لا يبرر ما حدث، في إشارة ضمنية إلى أزمتها النفسية التي تعيشها عقب طلاقها من الفنان أحمد السقا.

من جانبها، سارعت الإعلامية منى الشاذلي إلى توضيح الموقف عبر حسابها الرسمي على "إنستغرام"، حيث نشرت صورة اللوحة وأكدت أنها من إبداع الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون. شددت الشاذلي على احترام برنامجها وتقديره للمبدعين الحقيقيين وأعمالهم الأصلية في كافة المجالات.

رؤية استشارية: هل تدفع الصدمة النفسية إلى "سرقة" الملكية الفكرية؟

يبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى يمكن أن تتجرأ بعض الشخصيات على "نسب" أعمال إبداعية لغيرها، وهو ما يعد "سرقة" فكرية؟ وهل يمكن لظروف شخصية كالصعوبات النفسية التي تلي الطلاق أن تكون مبرراً مقبولاً لمثل هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الملكية الفكرية؟ والأهم، كيف لم تفكر مها الصغير بأن الكذب في عصر العولمة ينكشف بسرعة فائقة؟

هذه التساؤلات دفعتنا للتواصل مع المعالج خالد بشارات من مدينة القدس، وهو استشاري سلوك نفسي، لتقديم رؤيته المتعمقة لهذا السلوك. عقب بشارات بأن أي إنسان يصاب بصدمة نفسية يمكن أن يقوم بأي شيء، حتى لو لم يكن ذلك من سمات أو طبائع شخصيته في السابق.

وأوضح بشارات أن مسببات الصدمة النفسية تخلق حالة نفسية مضطربة لدى الشخص، وبعدها "توقع أي سلوك، الكذب، نسب عمل ليس له، أي شيء ممكن أن تتصوره أو تتوقعه، وذلك بسبب غياب الهوية، وغياب القيمة، من أجل إثبات الوجود".

في حالة مها الصغير، يرى بشارات أن الأزمة بسبب الطلاق، والطلاق يخلق شعوراً بالعجز وعدم القدرة من عدة نواحي، مثل الجوانب المهنية، الاقتصادية، الاجتماعية، أو الشعور بالوصول إلى طريق مسدود. وأضاف أن الوسط الاجتماعي الذي كانت تعيش فيه مها الصغير كان ينظر إليها بقيمة معينة، وبعد الانفصال تغيرت هذه النظرة وتلك القيمة. لذلك، هي تحاول أن تثبت عكس ذلك بالدرجة الأولى لنفسها وبالدرجة الثانية للآخرين.

ويعتقد بشارات أن هذا السلوك، أي محاولة إثبات القوة والقدرة وأنها ليست ضعيفة أو عاجزة، أو أن وجودها وشهرتها لم يكن بسبب ارتباطها بشخص معين، هو سلوك مدفوع برغبة جامحة لإثبات نفسها لطليقها وللمجتمع بأنها ما زالت نجمة ساطعة ومتألقة. كما أشار إلى إمكانية أن تحاول مها الصغير تمثيل دور الضحية للشخص الذي انفصلت عنه، وتظهِر ذلك أمام المجتمع لكسب تعاطفهم النفسي والوجداني.

أما عن سؤالنا حول ما إذا كانت قد فكرت في انكشاف الأمر بسبب العولمة وشبكات التواصل، فلا يعتقد بشارات أنها فكرت في ذلك للحظة. وإن كانت قد فكرت في ذلك، فربما كانت قد خططت لاستغلال الحدث والاعتذار والحديث عن أزمتها النفسية لكسب تعاطف الآخرين.

 

** الصور المرفقة بلطف عن الشبكة

×