جمعية الثقافة العربية بحيفا تنظم جولة لطلاب منحة روضة بشارة

تصوير: طلبة المنحة - تمار شقير - أسيد غريب
نظّمت جمعيّة الثقافة العربيّة في حيفا، يوم الجمعة 5 أيلول 2025، جولة ميدانيّة ضمن مشروع جولات “هذه بلادي” لطلبة منحة روضة بشارة- عطا الله، وهو أحد مشاريع البرنامج الثقافي والوطني الذي يرافق الطلبة على مدار سنوات المنحة.
بدأت الجولة في وادي السياح – حيفا، مرورًا بمحطّات تاريخيّة وثقافيّة وبيئيّة متنوّعة، حيث تعرّف الطلبة إلى المكان عبر المسار، الإصغاء للسرديات المحليّة، والتعرّف على النباتات المتنوّعة في المنطقة، إضافةً إلى زيارة معالم تكشف عن تاريخ المدينة وامتدادها الفلسطيني. كما تخلّل المسار ورشة تفاعليّة قدّمتها هدين بوصالح، أتاحت للطلبة التعمّق أكثر في أسئلة الهويّة والانتماء.
قبل انطلاق الجولة، وُزّعت على الطلبة طاقية تحمل جملة “إنّي اخترتك يا وطني”، وقد لاقت هذه المبادرة تفاعلًا واسعًا، حيث عبّر الطلبة عن اعتزازهم بالشعار الذي لامس هويّتهم الجماعيّة، وجعلهم جزءًا حيًّا من المشهد، يسيرون في الأزقّة والحارات حاملين رسالة الانتماء والفخر.
واختُتمت الجولة في بستان الخيّاط، حيث التقى الطلبة في مساحة طبيعيّة رحبة، جمعت بين النقاش والتأمّل والراحة، لتشكّل نقطة النهاية المثاليّة لمسار ميدانيّ حيّ بالذاكرة والانتماء.
يُقدّم مشروع جولات “هذه بلادي” عددًا من الجولات سنويًا من أجل التعرّف عن قرب إلى القرى والمدن الفلسطينيّة، إلى تاريخها وحاضرها وقصص أهلها وتأثير النكبة عليها. وتعتمد الجولة أسلوبًا تفاعليًا وغير تلقينيّ، يقوم على الانكشاف والاكتشاف الذاتيّ والجماعيّ من خلال الإبحار في الأزقّة والحارات وبين البيوت أو أنقاضها، كما تهدف إلى تعميق انتماء الطلبة إلى وطنهم وتعزيز علاقتهم بالأرض.
من الجدير بالذكر أنّ برنامج المنح الدراسيّة هو من أهمّ أركان وحدة التمكين الشبابيّ في الجمعيّة. انطلق في عام 2007 بدعم من مؤسّسة الجليل – لندن. بدأ بتقديم مئة منحة دراسيّة، وزاد عدد المستفيدين حتى صار البرنامج يحتضن في كل سنة نحو مئتين وخمسين طالبًا وطالبة لمدة ثلاث سنوات، يهتمّ خلالها بإكسابهم القدرة على التفكير النقديّ، ورفع الوعي الثقافيّ، وتنمية روح العطاء لديهم. فبالإضافة إلى المنحة الدراسيّة التي يقدّمها البرنامج لدعم الطلبة اقتصاديًّا، يرافقهم في مسارين: تربوي–ثقافي وتطوّعي.