"بسرعة البرق": أطباء "الكرمل" يسحبون جلطات رئوية عملاقة بتقنية INARI وينقذون حياة مريضين

أنقذ خبراء أمراض القلب في مستشفى "كرمل" حياة مريضين كانا يعانيان من انسداد رئوي هائل وقاتل (تجلطات عملاقة في الشرايين الرئوية)، وذلك باستخدام قسطرة INARI الجديدة التي تتيح سحب الجلطات الدموية مباشرة.

ليس من الشائع أن يصل مريض إلى المستشفى للعلاج وهو يعاني من جلطات دموية عملاقة ومهددة للحياة في الشرايين الرئوية، لكن أن يكون هناك مريضان في حالة حرجة يحتاجان لعمليات قسطرة معقدة لسحب وإزالة الجلطات الدموية الواحدة تلو الأخرى، فهذا بالتأكيد وضع نادر.

يوضح البروفيسور رونين يافي، مدير وحدة القسطرة في قسم أمراض القلب بمستشفى "كرمل": "ظاهرة تكون الجلطات الدموية في حالات مرضية معينة هي ظاهرة معروفة. في الحالات العادية، نعالج المرضى المعرضين لخطر تكون الجلطات عن طريق الأدوية (مضادات التخثر) التي تُعطى عن طريق الحقن أو الحبوب."

ويضيف: "لكن في حالة هذين المريضين، كانت الجلطات الدموية التي سببت انسداداً رئوياً هائلاً أكبر وأكثر عدداً من أن تُعالج بالطرق التقليدية، وكانت تهدد حياتهما بشكل فوري، الأمر الذي ألزمنا بالتحرك بسرعة".

إحدى المريضات، وهي سيدة من حيفا تبلغ من العمر 81 عاماً، أدخلت إلى القسم الداخلي في المستشفى بسبب التهاب في المسالك البولية، وبدأت حالتها تتدهور.

يقول الدكتور كيرين زيسمان، طبيب قلب كبير عالجها: "تدهورت نتائج فحص الدم لديها، فقررنا إرسالها لإجراء فحص قلبي عبر فحص الإيكو".

اشتبه الدكتور سليم عدوي، مدير وحدة الإيكو في "كرمل"، بوجود انسداد رئوي خطير عندما لاحظ أن البطين الأيمن في قلب المريضة متوسع بشكل كبير. وتأكدت شكوك الدكتور عدوي؛ إذ كشف فحص التصوير المقطعي (CT) السريع عن جلطات دموية وانسدادات رئوية مهددة للحياة في الشرايين الرئوية الرئيسية.

وبعد مناقشة متعددة التخصصات بمشاركة مدير القسم البروفيسور أڤينوعم شيران ومدير وحدة القسطرة البروفيسور رونين يافي، تقرر إجراء قسطرة INARI فورية لإنقاذ حياة المريضة.

في غرفة القسطرة، دخل الدكتور زيسمان عبر وريد الفخذ وصولاً إلى قلب المريضة، ومن خلال البطين الأيمن استمر بالدخول إلى الشرايين الرئوية. بفضل جهاز INARI المتقدم – وهو قسطرة مخصصة ذات حجم كبير – وبفضل قوة شفط الجهاز، قام الدكتور زيسمان وطاقم القسطرة في "كرمل" بسحب الجلطات الدموية المهددة للحياة من الشرايين الرئوية للمريضة، ما أنقذ حياتها. كان التحسن فورياً ومذهلاً.

يقول الدكتور زيسمان: "فجأة، وخلال ثوانٍ، ومباشرة بعد سحبنا للجلطات الأولى، بدأ ضغط دم المريضة يستقر، وارتفع مستوى تشبع الأكسجين في الدم (الساتوريشن)، ووجهها الذي كان شاحباً كالطباشير بدأ يأخذ لوناً وردياً جميلاً، وعادت للتحدث معنا. كانت تلك بالنسبة لي ذروة لحظاتنا في علاج المريضة. أن نرى أننا نجحنا في العلاج والمريضة تستجيب وتتعافى وتعود للحياة هو أكبر شعور بالرضا".

ويوضح البروفيسور رونين يافي، الذي عالج وأجرى القسطرة للمريض الأول شلومو رافائيل (من سكان كريات آتا)، أن المريض كان يعاني من قصور كلوي حاد، وبعد فحص شامل تبين أنه يعاني من انسداد رئوي هائل، وأظهرت صور التصوير المقطعي وجود جلطات دموية كبيرة هددت حياته.

يقول البروفيسور يافي: "بعد مناقشة سريعة، قررنا إجراء قسطرة لشلومو باستخدام INARI... بمساعدة طاقمنا المتخصص والمُدرَّب، نجحنا في سحب وإزالة الجلطات الدموية التي هددت حياته. لقد دهشنا جميعاً من حجم وكمية الجلطات التي أزلناها".

ويضيف البروفيسور يافي: "كان واضحاً لنا بشكل لا لبس فيه أننا لو لم نقم بعملية الشفط فوراً، ونخرج الجلطات في غضون دقائق، لما كان مريضنا سينجو".

شارك في إنقاذ حياة المرضى ضمن الطاقم الطبي كل من الدكتور حسين سليمان، والدكتور فيليب كوهين، والدكتور معتز طربية.

يقول البروفيسور أڤينوعم شيران، مدير قسم أمراض القلب في "كرمل":

"أنا فخور بطواقمنا الطبية وبالعلاج المهني والسريع الذي أنقذ حياة المرضى. نحن في القسم فخورون بتقديم أحدث وأكثر العلاجات تقدماً لكافة أمراض القلب لجميع سكان الشمال، بأفضل جودة وخدمة من كل القلب".

ويقول شلومو رافائيل، الذي يتعافى الآن بعد القسطرة والعلاج الخاص، بحماس: "ليس لدي كلمات لأشكر الطاقم الرائع من الأطباء هنا في "كرمل"، لقد كنت في العديد من المستشفيات ولا يوجد مثل "كرمل"، لقد أنقذتم حياتي وسأشكركم على ذلك طوال حياتي".