هوس اللايكات والريتنج أم تسويق ذاتي مدروس؟ نجوم السوشيال ميديا بين الإبهار والجدل

سامية عرموش
كتبت : سامية عرموش
في عالم شبكات التواصل الاجتماعي سريع التطور، يبدو أن الإمتاع البصري وإثارة الفضول أصبحا العملة الأكثر رواجًا لتحقيق الانتشار. ففي الأسبوع الأخير من عام 2020، تباينت طرق الفنانين والإعلاميين العرب والعالميين لجذب الانتباه، بين صور جريئة، وتغيير في الملامح، ونجاحات قياسية لمقاطع الفيديو الموسيقية. هل هو مجرد "هوس لايكات وريتنج" أم استراتيجية تسويق ذاتي مدروسة للترويج للأعمال الفنية والشخصيات العامة؟
بلاكبينك تكسر الأرقام القياسية: انتصار البصريات والكيبوب
حققت فرقة Blackpink الكورية الجنوبية رقمًا قياسيًا جديدًا بأغنيتها "How You Like That"، التي صدرت في 26 يونيو 2020. خلال 24 ساعة فقط من رفعها على يوتيوب، حصدت الأغنية أكثر من 82 مليون مشاهدة، لتصبح الأكثر مشاهدة في تاريخ الموقع خلال أول يوم من الإصدار.
يعتمد نجاح فتيات الفرقة على مجموعة من العوامل المتكاملة، التي ظهرت بوضوح في "How You Like That". فإيقاع الأغنية الآسر، ومزيجها بين اللغتين الإنجليزية والكورية، بالإضافة إلى التركيز الكبير على الجانب البصري، بدءًا من الأزياء وتسريحات الشعر والإكسسوارات المبتكرة، وصولاً إلى الديكورات الفاخرة، كلها عناصر تساهم في جذب الملايين. يضاف إلى ذلك الاهتمام الخاص بتصميم الرقصات التي تُعد عاملاً أساسيًا في نجاح الفرقة الجماهيري.
إطلالات رانيا يوسف: إثارة الجدل كفن للتسويق؟
من جهة أخرى، تناقلت وسائل إعلام وشبكات تواصل اجتماعي صورة للممثلة المصرية رانيا يوسف، التي تثير الجدل دائمًا بإطلالاتها. ظهرت يوسف في الصورة بفستان أسود اللون مزين بالورود الحمراء، ويكشف عن جزء كبير من صدرها، حاصدة بذلك مئات الآلاف من الإعجابات وآلاف التعليقات على حسابها في إنستغرام خلال عطلتها الصيفية.
لا تُعد هذه هي المرة الأولى التي تلجأ فيها يوسف إلى صور جريئة لجذب الانتباه. ففستانها الأسود الذي ارتدته في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين كان قد أثار موجة عارمة من الانتقادات، بل وصل الأمر إلى تقديم بلاغ ضدها بتهمة "الفعل العلني الفاضح والإساءة للمرأة المصرية".
ريا أبي راشد: تحولات الملامح بين الحقيقة والشائعات
أما الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد، فقد تصدرت مؤشر البحث "جوجل" بعد انتشار صورة لها على إنستغرام بملامح مختلفة تمامًا، مما أثار حالة من الجدل الواسع وتساؤلات المتابعين حول خضوعها لعمليات تجميل. حيث ظهرت بوجه نحيف وعيون متسعة، وزعم البعض أنها خضعت لحقن البوتوكس والفيلر أو تقويم للفكين.
وعلى إثر هذه الضجة الافتراضية، نفت ريا أبي راشد خضوعها لأي عملية تجميل، ونشرت صورة لها بدون مكياج عبر صفحتها على "إنستغرام" معلقة: "هذه أنا بوجهي الذي طالما امتلكته"، في محاولة منها لتبديد الشائعات.
تأمل في سلوكيات العالم الافتراضي:
وفي ختام هذه الجولة في عالم المشاهير والسوشيال ميديا، يستحضر المرء كلمات حمزة الترباوي من مقالته "10 سلوكيات أنتجتها مواقع التواصل: هوس الإعجابات والسيلفي وأكثر" (العربي الجديد، 2016): "في الماضي كان الجدار علامة على الستر والإخفاء، أما اليوم فصار الحائط هو مصدر الشهرة والتشهير، وصار هو منصة النشر والانتشار." هذه الجملة تلخص سلوكياتنا في هذا العالم الافتراضي، وتدعونا إلى التعمق في مغزاها والتفكر. فهل ما نراه هو هوس بالإعجابات وقياس للريتنج؟ أم أنه تسويق ذاتي مدروس يخدم أهدافًا مهنية وشخصية؟ أترك لكم التفكير والبحث عن الإجابة.