امرأة تبحث عن ذاتها في فيلم: Eat Love Pray «طعام.. حب.. صلاة»
امرأة تبحث عن ذاتها في فيلم: Eat Love Pray «طعام.. حب.. صلاة»

الملصق بلطف عن الشبكة
كتبت : سامية عرموش – حيفا
يُعدّ فيلم "طعام.. صلاة.. حب" (Eat Pray Love)، بطولة النجمة الموهوبة جوليا روبرتس، واحداً من أبرز أعمالها التي ألهمت الكثيرين وحثت على تجاوز القيود الذاتية والمجتمعية. هذا الفيلم، الذي أُنتج عام 2010 وحقق نجاحاً باهراً، يستند إلى السيرة الذاتية للكاتبة الأمريكية إليزابيث جيلبرت. وقد تحول كتابها إلى ظاهرة عالمية، حيث تُرجم لأكثر من 30 لغة، وبيع منه ما يزيد عن 10 ملايين نسخة، كما تصدر قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا لأكثر من 150 أسبوعاً.
رحلة البحث عن الذات: من الانهيار إلى التوازن
الكتاب والفيلم معاً أصبحا دليلاً ملهماً للنساء حول العالم في رحلة البحث عن الذات. يروي "طعام.. صلاة.. حب" قصة الكاتبة إليزابيث (ليز) وهي تسعى لإيجاد نفسها بعيداً عن كل ما كان متوفراً لديها في حياتها ولم يجلب لها السعادة قط. فمع أنها كانت تملك زوجاً محبًا، وبيتاً مستقرًا، وأهلًا وأصدقاء، ووظيفة مرموقة، إلا أنها شعرت بفقدان عميق لذاتها، مما أدخلها في صراع داخلي مؤلم: أن تخسر حياتها الاجتماعية المستقرة أم تربح نفسها؟
في النهاية، اتخذت ليز قراراً جذرياً قد يراه البعض جنونياً. انفصلت عن زوجها، واستقالت من عملها، وتركت بيتها وبلدها، لتنطلق في رحلة استكشاف الذات عبر ثلاث محطات رئيسية.
محطات التحول: متعة، تأمل، توازن
كانت المحطة الأولى لليز في إيطاليا، حيث كرست نفسها للاستمتاع بالحياة بكل تفاصيلها. تعلمت اللغة الإيطالية التي طالما حلمت بإتقانها، وكونت صداقات دافئة، وانتقلت بين مطاعم روما لتتذوق ملذاتها الشهية، حتى اكتسبت عشرين كيلوجرامًا من الوزن. ورغم ذلك، كانت سعادتها غامرة، فقد استمدتها من كسر التابوهات والقوالب النمطية، ومن التواصل مع شهواتها الحسية والتمتع بالحياة على الطريقة الإيطالية الأصيلة.
من محطة المتعة، انتقلت ليز إلى محطة التأمل والتقشف في الهند. بعد أربعة أشهر من الانغماس في أهوائها، لجأت إلى اليوغا في محاولة للسيطرة على نفسها، وبذلت جهداً كبيراً في التأمل لصرف انتباهها عن استحضار آلام الماضي والقلق المستمر بشأن المستقبل. هنا، بحثت عن مكان لها في الوجود الأزلي، لتنظر إلى نفسها ومحيطها باتزان وهدوء داخلي.
أما محطتها الثالثة، فكانت في إندونيسيا، وبالتحديد جزيرة بالي، التي تمثل محطة التوازن بين متطلبات الروح ومتطلبات الجسد. تعلمت ليز هذا التوازن على يد عراف إندونيسي، ووجدت في هذه الجزيرة السكينة التي تبحث عنها لروحها والغذاء لقلبها. هنا، بلغت ليز التوازن الذي كانت تنشده، مما جعلها مدركة لذاتها وراضية عن نفسها، وهذا الإدراك سمح لها بالتعرف على حب حياتها.
رسالة الفيلم والكتاب: سيادة العقل على المصير
يُعتبر فيلم و كتاب "طعام.. صلاة.. حب" نموذجاً ملهماً لتجربة امرأة قررت ترك كل شيء في سبيل البحث عن ذاتها، ونجحت في ذلك بامتياز. يحتوي العمل على رسائل تعزيزية وتمكينية تفتح الأفق وتطور الذات، ومن أبرز الاقتباسات التي ألهمت الملايين: "عليك أن تتعلمي كيف تختارين أفكارك تماما كما تختارين ملابسك كل يوم، إنها قوة يمكنك تطويرها إن كنت ترغبين كثيرا بالسيطرة على أمور حياتك، ابدأي بعقلك إنه الشيء الوحيد الذي ينبغي السيطرة عليه، تخلي عن كل ما تبقى في ما عداه لأنك إن عجزت عن أن تكوني سيدة تفكيرك فأنت في ورطة كبيرة لن تخرجي منها أبداً." هذه الكلمات تلخص جوهر الرسالة: أن سيادة العقل على التفكير هي مفتاح السيطرة على أمور الحياة وتحقيق الرضا الداخلي.