وداعاً فتى الشاشة الأول: محمود ياسين... مسيرة الأداء المتفرد وقصة حب أسطورية

وداعاً فتى الشاشة الأول ... النجم الكبير و الجندي المصري محمود ياسين!
كتبت: سامية عرموش
ودع الجمهور العربي صباح الأربعاء الماضي، النجم المصري الكبير والقدير محمود ياسين، عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. أعلن نجله، عمرو محمود ياسين، الخبر المؤلم عبر صفحته الشخصية على فيسبوك قائلاً: "توفى إلى رحمة الله تعالى والدي الفنان محمود ياسين، إنا لله وإنا إليه راجعون.. أسألكم الدعاء".
نجوم ينعون أيقونة الفن:
تفاعل عدد كبير من نجوم الفن مع خبر الرحيل ببالغ الحزن، معربين عن تعازيهم ومواساتهم. نشر الزعيم عادل إمام عبر حسابه على إنستغرام صورًا تجمعه بالراحل من إحدى لقاءاتهما، وكتب: "البقاء لله الفنان الكبير محمود ياسين، خالص العزاء للأسرة الكريمة، اللهم اغفر له وارحمه وادخله في جناتك وصبر أهله". كما كتبت الفنانة كارول سماحة عبر تويتر: "رحيل أسطورة من أساطير السينما العربية التي تذكرنا بالزمن الجميل وبالعصر الذهبي للفن، محمود ياسين شكرا لعطائك ولإخلاصك لفنك ولجمهورك". ونعت ليلى علوي الراحل بقولها: "وداعًا يا فتى الشاشة الأول وهرم من أهرام الفن والثقافة في مصر والوطن العربي". ونعته كذلك الفنانة والإعلامية صفاء أبو السعود، مؤكدة أنه ترك "بصماته الخاصة التي أحدثت تحولًا جذريًا في السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون".
مسيرة فنية استثنائية وعقود من العطاء:
ولد محمود ياسين في بورسعيد عام 1941، وتخرج في كلية الحقوق عام 1964. يُعد أحد أبرز الفنانين الذين جسدوا شخصية الجندي المصري في السينما ببراعة وإتقان، من خلال أفلام خالدة مثل "أغنية على الممر" (1972)، و"الرصاصة لا تزال في جيبي"، و"الوفاء العظيم"، و"الظلال في الجانب الآخر" (1974)، و"حائط البطولات" (1998)، و"فتاة من إسرائيل" (1999).
تميز الفنان الراحل بصوته الجهوري المتميز وحضوره الطاغي على الشاشة والمسرح، وقدرته الفريدة على الأداء المتنوع بين الأدوار السياسية والاجتماعية والدرامية والكوميدية. هذه المزايا جعلته من أهم النجوم في تاريخ السينما العربية، والأعلى أجرًا بين أبناء جيله، بفضل الرومانسية التي اتسمت بها أدواره لأكثر من عقدين من الزمان.
خلال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من 40 عامًا، قدم فتى الشاشة الأول ما يزيد عن 250 عملًا فنيًا، تنوعت بين السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة. حصد محمود ياسين خلال هذه المسيرة الحافلة أكثر من 50 جائزة وتقديرًا، منها جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975، وجائزة مهرجان الإسماعيلية عام 1980، وفي العام نفسه حصل على جائزة مهرجان طشقند. كما نال جائزة السينما العربية في أميركا وكندا عام 1984، ومهرجان الجزائر عام 1988، وجائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامي 2001 و2002. وفي عام 2005، اختارته الأمم المتحدة سفيرًا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع، وفي عام 2015، كُرِّم في مهرجان الإسكندرية لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط.
صراع مع المرض ووفاء عائلي:
أصيب الفنان محمود ياسين بمرض الزهايمر قبل 8 سنوات، بعد آخر فيلم له "جدو حبيبي" مع الفنانة بشرى عام 2012. ورغم ترشيحه للمشاركة في مسلسل "صاحب السعادة" مع النجم عادل إمام عام 2014، إلا أن حالته الصحية لم تسمح له باستكمال التصوير. احتفظت أسرته بتفاصيل حالته الصحية لسنوات عديدة حفاظًا على خصوصيته. وأكدت زوجته، الفنانة المعتزلة شهيرة، في لقاء تلفزيوني أن حالة زوجها الصحية تدهورت قبل سنوات قليلة، لا سيما بعد وفاة صديقه النجم نور الشريف، مما جعل الأسرة تحرص على إخفاء أخبار وفاة الأصدقاء والأحداث الحزينة عنه لتجنب التأثير السلبي على حالته.
محمود ياسين وشهيرة: قصة حب من أول مشهد
تُعد قصة حب النجم الراحل محمود ياسين وزوجته الفنانة شهيرة، واحدة من أشهر وأجمل قصص الحب في تاريخ السينما المصرية. التقى الثنائي خلال تصوير فيلم "صور ممنوعة" عام 1972، ونشأت بينهما قصة حب في كواليس هذا الفيلم امتدت لستة أشهر، وتوجت بخطوبة سريعة بدعم من النجم الراحل أحمد زكي.
تعاون الزوجان خلال رحلتهما الفنية في أربعة أفلام هي: "أنا وابنتي والحب" (1974)، "شقة في وسط البلد" (1975)، "ضاع العمر يا ولدي" (1978)، و"عصر الحب" (1986). كما شاركا معًا في ثلاثة مسلسلات: "القرين"، "ميراث الغضب"، و"اليقين". وقد شكلت هذه العلاقة المستقرة والداعمة نموذجًا للحب والوفاء في الوسط الفني.
رحل محمود ياسين، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا وأعمالًا خالدة ستبقى محفورة في ذاكرة السينما العربية ووجدان الجمهور.