سامية عرموش: الزعيم عادل إمام.. اعتزال يثير الجدل ومسيرة فنية وإنسانية خالدة

الصورة بلطف عن موقع روسيا اليوم.
كتبت: سامية عرموش
لا يزال إعلان أسرة الفنان المصري الكبير عادل إمام اعتزاله التمثيل والاكتفاء بما قدمه من أعمال فنية، وقضاء وقته بين أسرته وأحفاده، يثير نقاشاً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد ترددت أنباء تشير إلى أن السبب وراء هذا القرار، الذي أعلنه نجلاه رامي ومحمد، هو إصابة الزعيم بمرض ألزهايمر.
آخر ظهور وتكريم استثنائي:
كان آخر ظهور للزعيم في شهر مايو الماضي، بالتزامن مع احتفاله بعيد ميلاده الـ83، وسط لفيف من أصدقائه المقربين، أبرزهم النجمتان يسرا و لبلبة. وقد ابتعد عادل إمام عن الساحة الفنية منذ حوالي أربع سنوات، حيث كان آخر أعماله مسلسل "فلانتينو" الذي عُرض عام 2020.
وفي لفتة تكريمية مهيبة، نال عادل إمام "جائزة زعيم الفن العربي" الاستثنائية في حفل Joy Awards 2024، وهي جائزة صُممت خصيصًا له وستُقدم لمرة واحدة فقط في تاريخ هذا المهرجان، كما أكد رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ. تسلم الجائزة نجلاه رامي ومحمد، وبعث الزعيم رسالة صوتية مؤثرة وجه من خلالها التحية لجمهوره قائلاً: "بحبكم، وربنا يخلي أيامكم كلها سعادة".
مسيرة فنية فريدة: من الكوميديا إلى التراجيديا والسياسة:
ولد عادل إمام في 17 مايو عام 1940 وتخرج من كلية الزراعة بجامعة القاهرة، ثم اتجه للتمثيل ليصبح أبرز ممثل كوميدي عربي على الإطلاق. لم يقتصر تألقه على الكوميديا، بل برع أيضًا في أفلام الحركة والأكشن، وأثبت قدرته الفائقة في العديد من أدوار التراجيديا. كما قدم أعمالًا سينمائية جريئة واجهت التطرف الديني، أشهرها فيلم "الإرهابي"، وأخرى سياسية ناقدة مثل "النوم في العسل" و"الإرهاب والكباب".
يضم مشواره الفني الحافل أكثر من 120 فيلمًا سينمائيًا، و11 مسرحية خالدة، و16 مسلسلاً تلفزيونياً، تاركاً بصمة لا تُمحى في تاريخ الدراما والكوميديا العربية.
جوائز وتكريمات ومهام إنسانية:
حصل "الهرم الرابع"، كما يُلقب، على ألقاب وجوائز عديدة خلال مسيرته. من أبرزها "جائزة حورس" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مرتين عن أدواره في "الإرهابي" و"عمارة يعقوبيان"، و"الجائزة الفخرية" في مهرجان مراكش السينمائي الدولي 2014، و"جائزة اللجنة الدولية" في مهرجان ساوباولو الدولي بالبرازيل عام 2005، وجائزة "إنجازات مهنية" من مهرجان الجونة السينمائي عام 2017.
لم يقتصر عطاء عادل إمام على الفن، بل امتد ليشمل العمل الاجتماعي والإنساني. فقد عُين سفيراً للنوايا الحسنة لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في يناير 2000. وسرعان ما قام بزيارة ميدانية للاجئين وموظفي المفوضية في اليمن (أبريل 2000)، وشارك في بعثات المفوضية إلى مؤتمري سفراء النوايا الحسنة في الأمم المتحدة بنيويورك عامي 2000 و2002.
بالإضافة إلى ذلك، استغل عادل إمام رحلاته الفنية إلى دول عربية عدة مثل الأردن (2000)، تونس (2000)، العراق (2001)، عمان (2001)، سوريا (2001)، الجزائر (2002)، الكويت (2003)، والإمارات العربية المتحدة (2005) لتعزيز الوعي بقضايا اللاجئين وإطلاع وسائل الإعلام على أنشطة المفوضية. عبّر بكلماته الخاصة عن تضامنه العميق مع اللاجئين، مخاطباً جمهوراً واسعاً في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة الخليج، ليؤكد أن تأثيره يمتد إلى ما هو أبعد من الشاشة، ليلامس قلوب الملايين بقضايا الإنسانية.