الذكاء أم الغباء العاطفي: قراءة في نفاق العصر

الدكتور خالد بشارات
بقلم: الدكتور خالد بشارات
في زمن تتصاعد فيه التنظيرات الأخلاقية، ويتراجع الالتزام الفعلي بالقيم، يطرح الدكتور خالد بشارات سؤالًا جوهريًا: هل ما نراه ذكاء اجتماعي أم غباء عاطفي مُغلّف؟
يشير الدكتور بشارات إلى أن الذكاء الاجتماعي الحقيقي يتجلى في القدرة على بناء علاقات إيجابية مبنية على الود والمساعدة الخالصة. لكن، في المقابل، يظهر "غباء عاطفي" مُقنّع، حيث يتقن البعض ارتداء أقنعة زائفة تجعلهم يبدون كأصحاب قيم ومبادئ.
هذه "القشور" السميكة تجعل من الصعب اكتشاف حقيقة النوايا. فقد نرى شخصًا متدينًا، صادقًا ظاهريًا، فننظر إليه بإعجاب وتقدير. لكن المفاجأة الصادمة تأتي عند انكشاف سلوك مناقض تمامًا لتلك الصورة المثالية، سلوك يكشف عن افتقار للقيم والأخلاق.
يؤكد الدكتور بشارات أن غبائنا العاطفي يجعلنا نكرر التصديق، ونتلقى صفعات متتالية باسم التسامح، متجاهلين حقيقة أن السلوك المتكرر ليس خطأ عابرًا بل نمطًا شخصيًا راسخًا، غالبًا ما يكون مُخططًا له ومُغلّفًا ببراعة.
ويختتم مدونته بالتأكيد على الأثر المدمر لاكتشاف زيف الآخرين، وما يتركه من شعور بالدمار النفسي وفقدان الكرامة. فالعلاقات، كالقدح المكسور، قد تُصلح ظاهريًا لكنها تفقد قابليتها للاستخدام كما كانت.
لذا، يدعونا الدكتور بشارات إلى تجاوز الغباء الاجتماعي والعاطفي، وفحص الأمور بعمق وبصيرة نافذة، فالعين قد تخدع، والحقيقة أبعد من مجرد المظاهر.
** الدكتور خالد بشارات محلل سلوك ومعالج وسيط في المشاكل الزوجية والأسرية