تجاوز الحدود باسم "الفن": الإعلام والسوشيال ميديا ينتهكان خصوصية النجوم

تجاوز الحدود باسم "الفن": الإعلام والسوشيال ميديا ينتهكان خصوصية النجوم
#كتبت: سامية عرموش
عادت إلى الواجهة مجددًا قضية التغول الإعلامي، وخاصةً الصحافة الفنية ورواد السوشيال ميديا، في الحياة الخاصة للفنانين، وذلك على خلفية تطورات مؤلمة ومثيرة للجدل شهدتها الساحة الفنية مؤخرًا.
ففي الوقت الذي لا تزال فيه تداعيات الأزمة المؤسفة بين الإعلامية بوسي شلبي وورثة الفنان الراحل محمود عبد العزيز تتفاعل، حيث ينخرط الإعلام بشكل تفصيلي في مناقشة وضعها الاجتماعي وعلاقتها بالراحل، شهدنا أيضًا تصدر خبر طلاق الفنان أحمد السقا من الإعلامية مها الصغير للتريند، ليصبح مساحة خصبة للتكهنات والتحليلات التي تتجاهل تمامًا الجانب الإنساني والحساس لهذه اللحظات الصعبة.
إن الخوض في تفاصيل حساسة كهذه، سواء تعلق الأمر بنزاع عائلي حول الإرث أو بقرار شخصي كالطلاق، يطرح تساؤلات جدية حول أخلاقيات المهنة الإعلامية ودور منصات التواصل الاجتماعي. فبدلًا من التركيز على الإبداع والأعمال الفنية، ينغمس الكثيرون في تتبع أدق التفاصيل الشخصية، وتحويل حياة النجوم إلى مادة دسمة للإثارة والتشويق، غالبًا ما يكون ذلك على حساب كرامتهم وخصوصيتهم.
إن هذا التدخل المبالغ فيه وغير الأخلاقي، والذي يتستر غالبًا بغطاء "حق الجمهور في المعرفة"، يتجاهل حقيقة أن الفنانين هم في نهاية المطاف بشر لهم الحق في الحفاظ على جوانب من حياتهم بعيدًا عن الأضواء.
"دعوة إلى احترام الخصوصية في الإعلام"
وفي هذا السياق، طلبت تعقيبًا من محلل السلوك والمعالج خالد بشارات حول ما يثار مؤخرًا في الإعلام الفني، وخاصة المصري، حيث ذكر ما يلي:
على إثر الأحداث والمقالات المتداولة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن الحياة الشخصية للفنانين والمشاكل التي قد تطرأ في حياة أي فرد، لا تزال الصحافة، للأسف، تمارس الدور الذي نشأت عليه الصحافة الصفراء، وهو الترويج لأخبار الفضائح والحياة الشخصية للمشاهير. لقد تخلت الصحافة عن تسليط الضوء على الإبداع الفني للفنانين، وانصرفت إلى اللهث وراء الشهرة من خلال نشر أخبار متفرقة، طمعًا في تحقيق سبق صحفي أو زيادة عدد القراء. وقد تناست بذلك أن الخصوصية حق أصيل من حقوق الإنسان، يجب صونه وحفظه من قبل الأفراد والدولة على حد سواء.
ولا يغيب عنا أن صفحات التواصل الاجتماعي، سواء كانت شخصية أو تابعة لمؤسسات، قد تحولت هي الأخرى إلى مجرد منصات تسعى لجذب أكبر عدد من الإعجابات والمتابعات.
لقد غفل القائمون على الصحافة عن حقيقة أن الفن رسالة سامية، وأن الأعمال الفنية قد وثقت أحداثًا وأفكارًا وتراثًا كان ليطويه النسيان. إن الفن الملتزم لا يقل أهمية عن المدرسة والجامعة والكتاب في بناء الوعي ونهضة المجتمع.
أرى أنه يتعين على الصحافة والعاملين فيها، وكذلك المنصات الأخرى التي تفتقر إلى الرقابة والمساءلة، احترام خصوصية الأفراد وكرامتهم، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا. الفنان هو إنسان قبل كل شيء، والتركيز يجب أن ينصب على رسالة الفن وهدفه، لا على تفاصيل الحياة الخاصة للفنان.
برأيكم، أين يجب أن يكون الحد الفاصل بين اهتمام الجمهور بالفنان وحقه في الخصوصية؟ وهل يتحمل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية أكبر في احترام هذا الحد؟ شاركوني آراءكم.
====================
الكاتبة هي: صحافية وناقدة سينمائيّة، محاضرة مُستقلّة في موضوع السينما كأداة للتّغيير الاجتماعيّ، حاصلة على ماجستير بدرجة امتياز في موضوع "ثقافة السينما" من جامعة حيفا.
====================
*من اليمين صورة الفنان محمود عبدالعزيز وبوسي شلبي بلطف عن السي.ان.ان بالعربية. صورة الفنان أحمد السقا ومها الصغير بلطف عن موقع لها. وصورة المعالج خالد بشارات من مدينة القدس، بلطف عن صفحته.