الأحد , 13 يوليو 2025 - 11:33 صباحاً

نتالي حلو منير: نور من القدس يضيء دروب

نتالي حلو منير: نور من القدس يضيء دروب

نتالي حلو منير: نور من القدس يضيء دروب

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

بقلم: رانية مرجية

في زمن تتكاثر فيه الجدران الصامتة، وتعلو فيه أصوات الانقسام، يسطع من القدس نورٌ خافت لكنه عميق، يحمل معه بشائر التغيير والأمل. فقد نالت السيّدة نتالي حلو منير جائزة التقدير والتميّز لعملها الريادي والإنساني في البرنامج التربوي الاستثنائي "من الآبار"، التابع لمركز المجتمع المشترك في معهد هارتمان – القدس، والذي يُعنى بتطوير القيادة التربوية العربية-اليهودية على أسس الشراكة، الحوار، والتعددية.

نتالي، الأخصائية الاجتماعية المتمرسة في قوانين الحماية وسير الإجراءات القانونية، لم تكتفِ بمسيرتها المهنية القانونية، بل وسّعت حضورها ليشمل العمل التربوي المجتمعي، واضعة سنوات عمرها في خدمة برنامج يؤمن بقدرة التربية على التغيير، وبقوة الحوار على كسر الجمود.

وتقول نتالي بتأثر واضح:

"في ظلّ الحرب والظروف القاسية، حيث تنمو العنصرية وتتمدد مساحات الاغتراب، كان لي شرف إنشاء فضاءات بديلة قائمة على الاحترام والاحتواء، مع طاقم عمل رائع آمن بضرورة إحداث التغيير، بدءًا من المشاركين ووصولًا إلى دوائرهم المجتمعية الأوسع."

وقد تضمن خطاب التقدير الموجّه لها كلمات مؤثرة جاء فيها:

"نتالي، أنتِ موجهة مهنية وأخلاقية، وتجسدين في شخصكِ نموذجًا للقيادة القيمية التي تعبّر عن روح مركز المجتمع المشترك."

كما وصف رئيس المعهد عملها التربوي في هذا الزمن الصعب بـ"المعجزة"، نظرًا لقوته وتأثيره في ظلّ واقع يميل إلى الانقسام.

لكنّ نتالي ترى أن هذا الإنجاز ليس شخصيًا فحسب، بل جماعي بالدرجة الأولى، فتقول:

"هذه الجائزة ملكٌ لكل من آمن بالعيش المشترك، لكل من تمسّك بالحوار والإصغاء حتى في أقسى الظروف. لكل من يرفض الكراهية ويختار بناء الجسور، لأننا رغم كل شيء، نؤمن أن لا خيار لنا سوى مستقبل مشترك."

وقد وجّهت نتالي شكرًا خاصًا إلى السيّدتين رنا فاهوم، مديرة المركز، وميراف بن نون، مديرة البرنامج، على دعمهما وترشيحهما لها، مضيفة دعوة مفتوحة للمربين والمربيات من شتى المناطق للانضمام إلى البرنامج التربوي القادم، الذي يتناول قضايا الهوية، القيادة، الحوار، والثقافة.

ولا يسعنا – نحن أبناء الرملة واللد ويافا – إلا أن نعبر عن فخرنا العميق واعتزازنا الكبير بأختنا وصديقتنا نتالي حلو منير، التي ترفع رؤوسنا وتثبت مجددًا أن الإرادة الصادقة تستطيع أن تشق الطريق حتى في أكثر العواصف قسوة. لقد منحتنا جميعًا جرعة أمل، بأن النور ما زال ممكنًا، وأن الكلمة التربوية الراقية قادرة أن تغيّر، تُلهم، وتبني الغد على أسس أرقى.

فلتكن هذه الجائزة علامة فارقة لا في مسيرتها فقط، بل في وجدان مجتمع بأسره يبحث عن فسحة نور

×