الجمعة , 16 مايو 2025 - 12:01 صباحاً

"مصر أغنية حب": حكاية سعاد زكي ومحمد العقاد كما ترويها حفيدتهما المخرجة الإسرائيلية إيريس زكي

الصورة بلطف عن الشبكة

الصورة بلطف عن الشبكة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

كتبت: #سامية_عرموش

 

في فيلمها الوثائقي المؤثر "مصر أغنية حب"، تستكشف المخرجة الإسرائيلية إيريس زكي على مدى 74 دقيقة، قصة جدتها المغنية المصرية اليهودية سعاد زكي، زوجة الموسيقار وعازف القانون محمد العقاد، ووالدة البروفيسور موشي زكي، الباحث البارز في علم النفس القانوني والمجتمعي. يتناول الفيلم سيرة جدتها ومسيرتها الفنية، من أيام شهرتها في مصر إلى التحديات والشهرة النسبية التي واجهتها في إسرائيل.

وجاء في نبذة عن الفيلم:

في أربعينيات القرن العشرين، كانت سعاد زكي مغنية يهودية ناجحة في مصر، شاركت في أفلام إلى جانب أم كلثوم، واعتُبرت موهبة واعدة في العالم العربي. تزوجت من الموسيقي المسلم الشهير محمد العقاد وأنجبت منه ابنهما موسى. بعد أن تخلى عنها زوجها وهددها بأخذ ابنهما، اضطرت سعاد إلى الفرار إلى إسرائيل، حيث عاشت حياة مزدوجة كعاملة نظافة في النهار ومغنية في الليل. تقدم المخرجة إيريس زكي، حفيدة سعاد، قصتها المؤثرة في عمل شامل يعبر الحدود الثقافية والدينية والجغرافية، ويجمع بين مشاهد تمثيلية من تلك الفترة ومواد أرشيفية نادرة، بالإضافة إلى رحلة وثائقية حميمة تجمع بين أب وابنته لاستكشاف الهوية المعقدة لعائلتهما.

يُبرز الفيلم شغف إيريس بالتعرف على الثقافة العربية، ثقافة جدها العقاد، بينما يكشف عن إنكار والدها لجذوره العربية بسبب عدم نشأته مع والده. وفي سياق استكشافها لهذا الإنكار، تتساءل إيريس عبر الفيلم عن الأسباب الكامنة وراء عدم إفصاح والدها عن هوية والده لسنوات طويلة. كما أوضح الوالد خلال الفيلم القيود التي واجهت تقدمه في الجيش الإسرائيلي بسبب أصول والده المصرية العربية. ومع ذلك، ورغم محاولته إظهار نوع من "الإنكار"، كانت مشاعره حاضرة وبكى عدة مرات عند ذكر والدته أو والده.

يكشف الفيلم التحديات التي واجهت فنانة حققت النجاح والشهرة في مصر وكانت على أعتاب التحول إلى "ديفا"، إلى أن طلقها العقاد غيابياً وطالب بحضانة ابنهما، مما دفعها إلى الفرار إلى إسرائيل كما ورد في الفيلم. هناك، التحق ابنها بمدرسة داخلية في يافا بتكلفة 53 ليرة، مما اضطرها للعمل في تنظيف البنك الزراعي بجانب عملها كمغنية في صوت إسرائيل، حيث لم يكن دخلها البالغ 30 ليرة كافياً حتى لتعليم ابنها في المدرسة التي ألحقته بها.

بعد 35 عاماً من انفصال سعاد زكي ومحمد العقاد، أرسل لها من أمريكا تذكرة سفر بعد وفاة زوجته الأمريكية كاترينا. رفضت التذكرة الأولى، لكنه أرسل لها أخرى، فسافرت إليه. بعد أيام قليلة من إقامتها هناك، تزوجا مرة أخرى وبقيا في أمريكا لمدة سبع سنوات تقريباً، إلى أن تعرض العقاد لاعتداء، فقررا العودة إلى إسرائيل.

توجه الزوجان إلى الوكالة اليهودية في أمريكا وأصدرا شهادات عودة لإسرائيل. بقي العقاد في حيفا حتى وفاته عام 1993 ودُفن في المقبرة الإسلامية هناك.

في مشهد صُور أمام ضريح العقاد في حيفا، تسألت إيريس عن سبب كتابة الشاهد باللغتين العربية والإنجليزية، فأجابها والدها: "لا تنسي أنه لم يكن عربياً، لقد كان مسلماً أمريكياً".

ووفقاً لأقوال ابنها البروفيسور موشيه زكي لموقع "ذا تايمز أوف إسرائيل"، ولدت سعاد زكي لعائلة برجوازية في القاهرة عام 1915. كان والدها، الذي تعود أصول عائلته إلى سوريا، قاضياً في إحدى ضواحي المدينة، وكانت والدتها، التي تعود أصول عائلتها إلى شمال أفريقيا، ربة منزل. ومع ذلك، عندما مرض والدها، اضطرت زكي إلى استخدام موهبتها في الغناء للمساعدة في إعالة إخوتها الستة الأصغر سناً.

بدأت زكي الغناء بعد المدرسة الثانوية ودرست في الكونسرفتوار. أوضح ابنها موشيه: "كان عمها، وهو أكبر مقاول عقاري في القاهرة، قد تبناها إلى حد ما ودعمها. ظهرت للمرة الأولى في الإذاعة كمغنية غامضة باسم ‘S’، وسرعان ما أصبحت مشهورة جداً، واشتهرت باسمها المسرحي ‘سعاد زكي’"

×