الصدمة النفسية: الأسباب والأعراض

خالد بشارات محلل سلوك ومستشار أسري
الصدمة النفسية
الحرب والمواقف المؤلمة والموت والفقدان التي امتلأت بها ذاكرتنا خلال السنتين الماضيتين، لا تتوقف بإعلان وقف أصوات الرصاص...
إن هذه الظروف التي ما زالت تسكن رؤوسنا ستنقل الكثير إلى مرحلة صعبة، مرحلة لم تكن قد مرت من قبل، ستحدث تغييرًا أو زعزعة في التوازن... ستخلق أذًى نفسيًا، ستفقد الكثير من الأشخاص كبارًا أو صغارًا البوصلة التي كانوا قد اعتادوا عليها. إن السبب في ما سيحدث للكثير يكمن في أن المشقة الحادثة نتيجة هذا الحدث الصادم تقع خارج الخبرة الإنسانية....
سنلاحظ على بعض الأشخاص علامات ومشاعر شديدة كالحزن والتوتر والرعب والخوف، ثم تتحول الانفعالات إلى حادة تؤثر على التفكير المنطقي، وعدم القدرة على التعامل مع الأحداث السيئة وآثارها.
الصدمة النفسية هي حالة تتميز بالإفراط في الاستثارة والانفعال إلى حد يمتنع فيه تصريف الطاقة.
وهي الصدى النفسي والعاطفي الذي يظهر أثره على الفرد.
أنواع الصدمات واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
الخطير في الموضوع هو اضطراب ما بعد الصدمة الذي قد يظهر بعد أشهر من أحداث الصدمة وأحيانًا بعد سنة من الحدث، واضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يستمر لسنوات على الرغم من أن العلاج يساعد على إدارة الأعراض وتحسين الحياة.
وهناك أنواع من الصدمات مثل الصدمة الحادة والصدمة المزمنة، والصدمة المعقدة، والصدمة الثانوية أو غير المباشرة.
تمر الصدمة بعدة مراحل..
مرحلة المساومة، مرحلة الاكتئاب، مرحلة التقبل.
هناك أعراض نفسية للصدمة يجب الانتباه لها مثل:
الخوف والشعور بالعجز، الخدر العاطفي، الغضب وإنكار الحدث، صعوبة التركيز وكثرة النسيان، نوبات من القلق والذعر وتقلب المزاج، لوم النفس، الانسحاب الاجتماعي، اضطراب النوم والكوابيس المزعجة.
بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض الجسدية مثل: الصداع، تسارع ضربات القلب، تشنج العضلات، فرط اليقظة، اضطراب الشهية، الضعف الجنسي.
مسارات العلاج والتعافي
في هذه الحالات من المهم والضروري أن يكون العلاج جماعيًا وفرديًا... دور المؤسسات التي يجب أن تعمل على عقد ورشات ومحاضرات للأهالي، للطلاب، لمحاولة إيجاد وسائل لعملية التفريغ.
بالإضافة إلى العلاج المعرفي السلوكي الفردي الذي يعمل على تغيير الأفكار المشوهة، وتحويلها لأفكار إيجابية، الهدف هو أن الفكر يولد مشاعر والمشاعر تترجم لسلوك، فإذا كانت الأفكار إيجابية كانت المشاعر كذلك ومن ثم انعكس على السلوك.
بعد ذلك نكون ببرنامج يشمل:
-
تجنب الضغوطات والتوترات والأخبار المزعجة.
-
ممارسة النشاطات اليومية والرياضة والتغذية الصحية.
-
الاسترخاء وعمل تمارين التنفس العميق بكل أشكاله...
خالد بشارات
ماجستير برمجة نفسية وراثية وتحليل نفسي
برنامج دكتوراه في العلاج النفسي التكاملي